جيش المسلمين في عهد الخلفاء الراشدين هو الهيئة العسكرية الرئيسية في عهد الخلافة الراشدة خلال بداية الفتوحات الإسلامية في القرن الميلادي السابع والهجري الثاني. آنذاك اظهر الجيش الإسلامي مستوى عاليا من الانضباط والتنظيم التفوق الاستراتيجي وكان واحدا من أكثر الجيوش قوة وفعالية في العالم. حجم الجيش كان 13،000 جندي في م11/632ه، ولكن مع توسع رقعة الخلافة توسع الجيش تدريجيا إلى 100.000 جندي بحلول 657. ومن أكثر قادة الجيش نجاحا وشهرة خالد بن الوليد، قائد الفتح الإسلامي لبلاد فارس والفتح الإسلامي لسوريا، وعمرو بن العاص، الذي قاد الفتح الإسلامي لمصر.
http://www.facebook.com/alleducated
http://www.facebook.com/alleducated
الجيش
سمح للمسلمين فقط بالانضمام إلى الجيش كقوات في المعارك وخلال حروب الردة في عهد الخليفة أبو بكر، تكونت الفيالق أساسا من المدينة المنورة ومكة المكرمة والطائف، في وقت لاحق خلال غزو العراق في 633 تم تعيين العرب البدو في الجيش. في أثناء الفتح الإسلامي الإمبراطورية الفارسية (633-656)، انضم نخبة من الفرس المعتنقين للإسلام بلغ عددهم 12،000 مقاتل. وخلال الفتح الإسلامي لسوريا (633-638) نحو 4،000 من اليونانيين البيزنطيين تحت قيادة يواكيم (عبد الله يواكيم في وقت لاحق) وساعدوا في الاستيلاء على كل من الأناضول ومصر. أثناء فتح مصر (641-644)، الأقباط المعتنقين للإسلام، وسهلوا الفتح. أثناء فتح شمال أفريقيا، انظم البربرالمسلمون إلى الجيش، في وقت لاحق شكلوا الجزء الأكبر من قوات الجيش خلال الخلافة الراشدية وخلال الحلافة الأمويين في أفريقيا.
سلاح المشاه
الجيش الإسلامي إعتمد اعتمادا كبيرا على سلاح المشاة. المبارزون، وكان الجزء الأبرز في جيش المسلمين، وتألف من الأبطال الأشداء والصحابة. كان دورهم واضحا في تقويض الروح المعنوية للعدو عن طريق اغتيال أبطاله. ثم بعد ذلك يتقدم سلاح المشاة بهجمات وعمليات سحب متكررة ومتلاحقة يطلق عليها الكر والفر، وذلك باستخدام الرماح والسيوف والأسهم لإضعاف العدو، ولكن وجب إدخار الطلقة للهجوم الرئيسي الذي يدعم من سلاح الفرسان والذي من شأنه التركيز على الأجنحة، مما يسهل تطويق العدو وتحركاته.
كان الرماح في جيش المسلمين يحمل رمحا بطول مترين ونصف، ويتخد تشكيلة الطبيعة، وهي جدار حماية للرماة لكي يستطيعوا مواصلة إطلاق الأسهم. هذه التشكيلة كانت لافتة في أول 4 أيام من معركة اليرموك.
سلاح الفرسان
كان سلاح الفرسان في الخلافة الراشدية واحدا من أنجح سلاحات الفرسان الخفيفة. وكان الفرسان مسلحين بحربة، تصل إلى خمس امتار ونصف في الطول، وسيف. استخدم الفرسان السيوف العربية القصيرة والسيوف الفارسية الطويلة. وكثيرا ما كانوا يحملون كل منهما في وقت واحد. سلاح الفرسان كان يتم حفظه إلى آخر المعركة، ودوره الرئيسي كان الهجوم على العدو حين يكون سلاح المشاة مرهقا. ثم بعد ذلك تطويق تحركات الجيش العدو، سواء من الأجنحة أو مباشرة من المركز، وتدمير الجيش العدو الدي كان مضطربا وفي حالة هيجان. سلاح الفرسان ربما استخدم في الهجوم على تشكيلة دق الإسفين. بعض من أفضل الأمثلة على استخدام قوة وسرعة سلاح الفرسان كانت بقيادة خالد بن الوليد في معركة الولجة ضد الفرس وفي معركة اليرموك ضد الإمبراطورية البيزنطية. في كلتا الحالتين سلاح الفرسان يكون في البداية وراء الاجنحة وقلب الجيش.
الاسلحة"
إعادة تشكيل مصدر ونوعية المعدات العسكرية لجيوش المسلمين في بداية الإسلام أمر صعب للغاية بالمقارنة مع الجيوش الرومانية أو حتى جيوش المسلمين في القرون الوسطى, فمجموعة الأسلحة التي عثر عليها وترجع إلي تلك الحقبة ضئيلة للغاية، وكثيرا ما تكون غير دقيقة. القليل جدا من الأسلحة قد نجا حصل العرب علي أغلب عتادهم العسكري قبل الإسلام سوريا والعراق وأرمينيا واليمن. وأثناء حروب الفتح ضد دولتي الروم والفرس غنم المسلمون الكثير والكثير من أسلحة وعتاد الروم, بل لق استولي المسلمون علي أغلب مخازن السلاح في بلاد فارس.
(الخوذات)
كانت الخودات حتى المذهبة منها مشابهة للخوذات الفضية التي استعملتها الدولة الساسانية. في وقت لاحق أصبحت الخودات تشبه البيضة على غرار خودات الدولة البيزنطية المبكرة مع بعض ملامح خودات آسيا الوسطى المجزأة وهو نوع يسمى الطريقة. ومن الشائع استخدام السلاسل لحماية الوجه والعنق والخد إما مركبة مع الخوذة أو سلسلة قلنسوة ضيقة مثل ما كان يستخدم في الجيوش الرومانية والبيزنطية منذ القرن الخامس. في كثير من الأحيان كان يتم تغطية الوجه نصفيا بعمامة، كما عمل ذلك أيضا لتوفير الحماية من رياح الصحراء القوية. الصنادل الجلدية الثقيلة وكذلك الاحذية الرومانية النوع أيضا كان يلبسها الجنود المسلمون في وقت مبكر.
(الدرع الملبوس)
تكون الدرع الملبوس عامة من الجلد المتصلب ذو حجم رقائقي وكان ينتج محليا في اليمن، والعراق، وعلى طول ساحل الخليج. كانت الدروع المسلسلة المفضلة في وقت لاحق خلال غزو الإمبراطوريات المجاورة، وكان يتم الحصول عليها مع الغنائم. كانت تعرف باسم دير،و يفتح جزء من الدرع السلسلي في أسفل صدره. لتجنب الصدأ كان يتم صقله وترقيده وتخزينه في خليط من الغبار، والزيت وروث الجمال. جنود المشاة كانوا بشكل عام أكثر تدرعًا من الفرسان. كما أن هناك إشارات إلى ارتداء درعين اثنين، يرتدون الأول فيه السلاسل والثاني أقصر أو حتى مصنوع من القماش أو الجلد.
(الرمــاح)
كانت الرماح طويلة مصنوعة محليا من قصب ساحل الخليج. وكانت قوات المشاة تستعمل رماحا طولها مترين ونصف، وأما رماح الفرسان فطولها وصل إلى خمس امتار ونصف.
(الاقواس)
كانت الأقواس من صنع محلي في أنحاء مختلفة من الجزيرة العربية، وأفضل الانماط هي الأقواس الحجازية. يمكن أن تتكون من قطعة خشب أو قطعتين ضمتا معا. كانت على نحو مترين بالطول، مماثلة للاقواس الإنجليزية. الحد الأقصى لنبلة القوس العربية التقليدية المستخدمة هو نحو 150 متر في البعد. واثبت أوائل الرماة المسلمين أن القوس رغم ذلك فعال جدا ضد الفرسان.
(السيوف)
السيف هو أهم سلاح عرفه واستعمله وتفنن فيه المسلمون الأوائل. كان عادة سلاح مشاة قصيرا مماثل ل Gladius. سيوف ذات جودة عالية تصنع في اليمن من فولاذ الهند الصلب
وهناك أيضا في بعض الأحيان إشارات إلى استخدام المسلمين للسيوف الهندية. كانت تصنع أيضا سيوف ذات جودة أدنى في الجزيرة العربية. مع الوقت أصبح المحارب يستخدم السيوف العربية القصيرة أو السيوف الفارسية الطويلة. في كثير من الأحيان استخدم الجنود المشاة والفرسان السيفين معا، على حد سواء.
كل السيوف علقت في أغماد. هناك سلاح شخصي آخر وهو الخنجر لكنه يستعمل في الأخير في خط الدفاع.
تنظيــم الجيش
الخليفة عمر هو أول الحكام المسلمين الدي ينظم الجيش كمؤسسة في الدولة. وقد عرض هذا الإصلاح في 637 م. كان في البداية يتكون من قبيلة قريش والأنصار، وهذا النظام اخد ينمو تدريجيا ليشمل الجزيرة العربية كلها ثم المسلمين كلهم من الأراضي التي فتحت. سجل جميع البالغين الذين يمكن أن يحاربوا في لوائح وكانوا على استعداد للحرب، وحدد جدول مرتبات ثابتة.
كل الرجال عرضة للتسجيل في الخدمة العسكرية. وكانوا ينقسمون إلى فئتين، هما:
الرجال الذين يشكلون الجيش النظامي
والرجال الدين يعيشوون في بيوتهم، ولكن يتم استدعائهم كلما دعت الحاجة.
تدفع الأجور في بداية شهر محرم. والعلاوات تدفع أثناء موسم الحصاد.
كانت معظم المرتبات تدفع للجيش نقدا. وخلافا لكثير من الأنظمة السياسية في فترة ما بعد الرومان في أوروبا، منح الأراضي، أو منح حق جمع الضرائب مباشرة من الناس، كان ذا أهمية ثانوية فقط. والنتيجة الرئيسية لهذا هو أن الجيش يعتمد مباشرة على الدولة، وبدوره، يعني أن الجيش يسيطر على أجهزة الدولة. ترقيات الجيش، تكون على حسب مدة الخدمة أو الميزات الاستثنائية.كان ولوج الضباط إلى القيادة بالتعيين وليس الرتبة. تم تعيين ضباط لقيادة المعركة أو الحملة، وبعد أن تنتهي العملية، فإنك قد تجد الضباط في الصفوف من جديد.
أعطيت الإجازات للرجال في فترات منتظمة. القوات المتمركزة في أماكن بعيدة منحت الإجازة كل أربعة أشهر.
كان برفقة كل فيالق الجيش ضابط من الخزانة، ومحاسب، وقاضي، وعدد من المترجمين إلى جانب عدد من الأطباء والجراحين. البعثات العسكرية أجريت وفقا للمواسم. البعثات في البلدان الباردة كانت خلال فصل الصيف، وفي البلدان الحارة تجري في فصل الشتاء. في الربيع ارسلت القوات عامة إلى الأراضي التي كان لها مناخ صحي وجيد.
وفقا للتعليمات كل جندي مطلوب منه ان يحفظ معه العديد من الامور الشخصية للحاجة. وتشمل هذه الأمور إبرة وبعض القطن وجدل ومقص وحقيبة تغذية.
صدرت تعليمات خاصة عن الخليفة عمر يؤكد فيها على تدريس أربعة أشياء للجنود، وهي: ركوب الخيل والرماية والمشي حفاة والسباحة.
تحرك الجيش
عندما يكون الجيش في حالة مسير، يتوقف دائما في أيام الجمعة. عندما يحين شهر مارس، يتم تعديل عدد ساعات المسير بشكل لا يسمح بانهاك القوات. ويتم اختيار مراحل المسير حسب توافر المياه وغيرها من الضروريات. إحدى السمات البارزة للحركة الكبيرة لهذا الجيش هو أنه كان مستقلا عن خطوط الاتصال. وراءه لا يمتد أي خط امداد، لأنه ليس لديه قواعد لوجيستية. لا يمكن لاي جيش آخر أن يقطع عليه لوازمه، لأنه ليست لديه مستودعات إمداد، لكن عند مقر المؤسسة العسكرية الإسلامية، كان هناك مستودعات للغداء والأسلحة. كانت جميع المواد الغذائية تجمع في مكان واحد ومخبا للجيش. لا يحتاج ذلك الجيش إلى طرق للمسير، لأنه لم يكن يتوفر على عربات، حيث كان كل شيء يحمل على ظهر الجمال. وبالتالي فإن هذا الجيش استطاع الذهاب إلى أي مكان في الأرض ما دام يستطيع الرجال والحيوانات المشي فيه. سهولة الحركة وسرعتها أعطت المسلمين فارقا هائلا على الجيش الروماني وعلى الجيش الفارسي.
عادة ما سار هذا الجيش مثل القافلة، وأعطى انطباعا كتلة غير مخترقة؛ من وجهة نظر الأمن العسكري لقد كان دلك الجيش غير مهدد. يتقدم الحراس القافلة مسبقا ويتألفون من فوج أو أكثر. ثم ياتي الجزء الرئيسي من الجيش، ويعقب ذلك النساء والأطفال، وحملة الأمتعة على الجمال. في نهاية القافلة يتنقل الحراس الخلفيون. في المسيرات الطويلة يتم اقتياد الخيل؛ ولكن إذا كان هناك أي خطر أو هجوم للعدو على المسير يمتطي الخيالة الاحصنة، وبذلك يشكل الفرسان حراس المقدمة أو يسوقون القافلة يتحركون في جناح، وهذا يتوقف على الاتجاه الذي يأتي منه التهديد. في حالة الضرورة، يمكن للجيش بأكمله ان يختفي في غضون ساعة أو اقل، ويكون آمنا على مسافة أبعد من حيث يمر جيش أكبر.
عندما يسير الجيش ينقسم إلى:
المقدمة أو الطليعة
القلب أو المركز
الخلف
المؤخرة
خلال المسير معظم الرجال يركبون الجمال، والباقي على الاحصنة، وهذا جعل حركتهم سريعة بالمقارنة مع أعدائهم الفرس والرومان.
السلوك والاخلاق
المبدأ الأساسي للقتال في القران هو أن المجتمعات الأخرى ينبغي أن يعامل كل مجتمع على حدة. القتال يبرره الشرع في حالة دفاع عن النفس أو لمساعدة المسلمين أو بعد انتهاك أحكام معاهدة، ولكن يجب أن تتوقف إذا كانت هذه الظروف قدد اختفت.أعطى محمد صلى الله عليه وسلم أثناء حياته الأوامر بمختلف القوى والممارسات المعتمدة ضمن قوانين الحرب. أهم هذه القوانين دكرها أبو بكر، وذلك في شكل عشر قواعد للجيش الإسلامي:
لا تخونوا ولا تغلوا ولا تغدورا ولا تمثلوا ولا تقتلوا طفلاً صغيرًا ولا شيخًا كبيرًا ولا امرأة ولا تقطعوا نخلاً ولا تحرقوه ولا تقطعوا شجرة مثمرة ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيرًا إلا لمأكلة وسوف تمرون على قوم فرَّغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرَّغوا أنفسهم له.ِ
هذه الأوامر تم تطبيقها من قبل الخليفة الثاني عمر، الذي حكم خلال (634-644) أهم الفتوحات الإسلامية التي جرت . وبالإضافة إلى ذلك، خلال معركة صفين، قال الخليفة علي ان الإسلام لا يسمح للمسلمين بقطع إمدادات المياه لعدوهم. بالإضافة إلى اقوال الخلفاء الراشدين، الاحاديث النبوية تشير إلى أن ذكر ما يلي فيما يتعلق الفتح الإسلامي لمصر.
قادة جيش الخلفاء الراشدين
خالد بن الوليد
عمرو بن العاص
أبو عبيدة بن الجراح
سعد بن أبي وقاص
يزيد بن أبي سفيان
ضرار بن الأزور
عاصم بن عمر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق